المخدرات في لبنان

من طرف **صبحي الرحال** السبت يوليو 31, 2010 7:37 pm

الاخبار العربية والدولية / المخدرات رائجة في لبنان بالرغم من جهود الدولة لمكافحتها ومعدل عمر المدمنين تدنى في الجامعات وخارجها ::

اليوم - 03:44 مساءًً

تاريخ الإضافة :

لم يخفَ على أحد أن بعض الوجهاء والسياسيين اللبنانيين كانوا ضالعين في زراعة حشيشة الكيف وتصديره، خاصة في فترة الستينات، بحجة انها زراعة منتجة وتضخ أموالاً ضخمة في الاقتصاد اللبناني، وانها تؤمن مداخيل لا بأس بها للمزارعين الذين لم يكن لديهم بديل.
ويتذكر بعض الناس من هذا الجيل كيف أن طائرات صغيرة كانت تحط في مطارات صغيرة في منطقة بعلبك، وتنقل حشيشة الكيف لبيعها الى تجار عالميين عندما لم تكن آلية مراقبة الأجواء آنذاك صارمة وفعالة كما هي في أيامنا هذه.
تتم عملية تهريب المخدرات الى لبنان اليوم عبر مسالك عدة اعتمادا على النوعية. وبحسب مسؤولين امنيين، فان من هذه المخدرات ما يأتي من بلدان اميركيا الجنوبية عبر اوروبا الغربية وصولا الى لبنان. فالكوكاين يجري تهريبه اما برا أو بحرا أو جواً، وتتم بعض عمليات التهريب عن طريق البريد ولكن بكميات قليلة وان كانت متكررة.
ويأتي الهيروين الى لبنان من أفغانستان برا عبر تركيا وسورية، وتسهل عمليات التهريب لصعوبة ضبط الحدود البرية السورية - اللبنانية لأن ضبطها عملية بالغة التعقيد.
ويقول الأمنيون أيضاً انه لا يوجد في لبنان مصانع لتصنيع المواد المخدرة بالرغم من أنه ضبطت في الآونة الأخيرة أجهزة لتصنيع حبوب مخدرة شمال لبنان بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية حيث يوجد عدد من تجار المخدرات المتخصصين بتهريب هذا النوع من المخدرات الى السعودية، وخصوصا حبوب الكبتاغون.

وتتلف السلطات اللبنانية في بداية شهر آب (أغسطس) من كل عام حقولا مزروعة بحشيشة الكيف في مناطق البقاع والشمال وعدد من سهول جبل لبنان. وتستبق السلطات هذا الأجراء عادة بدعوة المزارعين الى اتلاف حقولهم بأنفسهم تفاديا لأحالتهم على القضاء.
وفي عام 2009 أوقفت القوى الأمنية عددا من الشبكات العاملة في تجارة المخدرات، وكان من أهم هذه الانجازات توقيف احد ابرز المطلوبين للعدالة وهو رجل صدرت بحقه 373 مذكرة توقيف وحكم غيابي. كما تمييز العام الماضي باتلاف مساحات واسعة من الحقول المزروعة بحشيشة الكيف مقارنة بالفترة بين 2006- 2008 عندما كانت عمليات التفتيش شبه متوقفة بسبب ظروف أمنية.
ويقول أحد سكان منطقة بعلبك وهو رجل مسن عاصر "النهضة الأقتصادية" لزراعة الحشيش في منطقته ان الذين كانوا يزرعون هذه المادة ويوضبونها ويصدرونها لم يتعاطوا الأدمان عليها، بعكس ما هو حاصل اليوم في لبنان حيث يجد الشباب والشابات في المخدرات مادة لنسيان مشاكلهم.
لقد انتشرت عملية تعاطي المخدرات في لبنان، هذا البلد الذي ينتج في ما يبدو أجود أنواع حشيشة الكيف مع بداية الحرب الأهلية عام 1975 وظهور الميليشيات المسلحة.
ويقول استطلاع للرأي أجرته شركة "الدولية للمعلومات" بين طلاب توزعوا على سبع جامعات خاصة في لبنان نشر في أيار (مايو) الماضي أن "نسبة تقبل فكرة تعاطي المخدرات ترتفع لتبلغ ذروتها لدى الطلاب الذين تترواح أعمارهم بين 22 و24 عاما 35 في المئة"، وأن 36" في المئة من المستطلعين جربوا الحشيشة ولو لمرة واحدة مقابل 23 في المئة جربوا الماريغوانا، وأن نسبة الطلاب الذكور الذين جربوا المخدرات اعلى من نسبة الأناث".
واشار الاستطلاع الى ان نحو 48 في المئة من الذين استطلعت آراؤهم يصفون طريقة الحصول على المخدرات في جامعاتهم بأنها سهلة وأن 51 في المئة يعرفون مروِجا للمخدرات". ولفتت النتائج الى ان "تجربة المخدرات الأشد خطورة كالكوكاين والأكستاسي والـ"ال اس دي" و"السبيد" كانت اعلى ضمن الفئات العمرية بين 25 الى 27 سنة، وأن نسبة تجربة المخدرات الأشد خطورة كانت الأعلى لدى الطلاب الذين يبلغ مصروفهم ما بين 200 و350 دولارا اميركيا اسبوعيا، اذ بلغت النسبة بين 44 و52 في المئة وانعدمت لدى الطلاب الذين يقل مصروفهم عن 50 دولار اسبوعيا، وان أكثرية 65 في المئة من الطلاب المستطلعين يعتقدون أن نصف الطلاب في جامعتهم يتعاطون المخدرات".
يروي داني، الذي تخلص من آفة المخدرات منذ نحو أربع سنوات، أنه كان طالبا في الجامعة عندما عرضت عليه هذه المادة في احد الملاهي الليلية، وجربها وانسجم معها من دون ان يعي مخاطرها.
وشرح انه اعتاد على حشيشة الكيف ولكنها لم تعد تلبي رغباته بالنشوة فأنتقل الى تعاطي الكوكاين، الى ان وصل الى حالة الأدمان عليها.
ومع تعاطي الكوكاين بدأت مشاكل داني مع الأهل من أجل الحصول على الأموال وبدأ يسرقها من المنزل. ويروي: "كنت أتعاطى الكوكاين في المنزل عندما دخل علي اهلي وشاهدوني في تلك الحالة، وخلافا لكل توقعاتي وقفوا الى جانبي وأخذوني الى مركز للمعالجة وبدأ العلاج وهذا ما كنت أتمناه فعلا".
ويقول: "الحشيشة تساعد على ارخاء الأعصاب واطلاق المخيلة ولم تكن تدفعني الى اعمال او تصرفات لا اريدها، اما الكوكاين والأدمان عليه فدفعني الى السرقة واصبحت معها اخاف أخاف من نفسي".
ويصف جوزف حواط رئيس جمعية "جاد" - شبيبة ضد المخدرات - الوضع اللبناني الراهن بالخطير، لافتا الى ان لبنان شهد تدهوراً كبيراً في هذا الأطار خلال السنوات الأربع الماضية.
ويرى أن مستوى عمر المدمنين تدنى، كما ازداد عدد الأناث المتعاطيات للمخدرات وعدد المروجين لها، وأن خطر انتشارها لم يعد محصورا في الملاهي او الجامعات بل بات الخطر موجودا في الأحياء والأزقة والطرقات.
وبالنسبة الى مسألة العلاج شرح رئيس جمعية جاد ان هذه العملية "تنقسم الى فترات عدة. ففي الأعوام الثلاثة الأولى لا يأتي المتعاطي أو المدمن الى العلاج، لعدم ادراكه المشكلة ولرغبته في الأستمرار في حالة النشوة".
واضاف: "في السنة الرابعة يأتي المدمن او تحوله المحاكم المختصة الى جمعية جاد، وتنقسم مرحلة العلاج الى مرحلتين، الأولى تتمثل بالعلاج الطبي تليها مرحلة التأهيل النفسي، وتختم هذه المرحلة بعد ذلك بالمتابعة التي يتولاها بشكل أساسي الأهل والمجتمع". ولفت الى أن نسبة الشفاء من الأدمان لا تتعدى اليوم في المجتمع اللبناني نسبة عشرين في المئة، ويعود السبب اجمالاً الى اهمال الأهل مواكبة حالة المريض على المدى الطويل".
ويوجد في لبنان قانون رقمه 673 صادر في 16 آذار (مارس) ويتعلق بالمخدرات والمؤثرات العقلية وتقضي المادة 199 فيه بتشكيل لجنة الأدمان على المخدرات، بقرار من وزير العدل، كما تقضي مواد اخرى بأنشاء مصح لمعالجة المدمنين، وتشكيل المجلس الوطني لشؤون المخدرات برئاسة رئيس الحكومة ويضم نائب رئيس الحكومة ووزراء العدل والصحة والداخلية والتربية والزراعة والمالية والرياضة والشؤون الأجتماعية.
لم يقرأ اللبنانيون كما أنهم لم يسمعوا الكثير عن هذا المجلس وما اذا كان عقد جلسة واحدة او عالج مشكلة معينة من آفة هذا العصر.

::] أضف تعليق [::

●

الاسم
البريد الالكتروني
نص الرسالة